.

الخميس، 5 مايو 2016

الغزو الثقافي على الأمة العربية والإسلامية

بواسطة : diwaan بتاريخ : 4:56 ص


متابعات 


الغزو الثقافي على الأمة العربية والإسلامية
بقلم :عبد الكريم رشاد
ـ إن الغزو الثقافي هو الاختراق لثقافة أمة معينة في أهم مقومتها الحضارية سواء لغتها أو تاريخها أودينها، بوسائل متعددة ومتنوعة سواء بسياسات الترغيب أو بسياسات الترهيب ..فالأمر للمحتل سواء، فالمهم هو تحقق الغاية المنشودة والتي هي غرس أفكار قذرة مستقذرة في أي امة لتخدم مصالح المحتل والمسيطر أو الغالب ، و هذا الغزو الثقافي يكون لدماغ الأمة الذي يتمثل في مفكريها وعلمائها وطلبتها وباحثيها ,,حتى تتحق تلك الأفكار الهدامة وترسخ تبعية المغلوب للغالب ببصيرة عمياء صماء بكماء صماء لا تعرف أي معارضة لتلك الأفكار الهدامة .
وللعلم فإن أي شعب ذل أو أستضعف وصار ذليلا ضعيفا تابعا لابد له أن يقلد ويتبع القوي المتبوع في حركاته وفي سكناته، و في ألفاظه وفي مشربه وفي مأكله شبرا بشبر ودراعا بدراع حتى ولو دخل جحر ضب لدخله ، مثلما أخبر الصادق المصدوق رسول الله عليه أفضل صلاة وتسليم ، فالمقهور يتبع قاهره حدوا النعل بالنعل خطوة بخطوة عسى أن يلحق ويبلغ بالركب وبالقوة التي نالها هدا القاهر ويبقى منبهرا به متعجبا منه ..تابعا له فكريا و ثقافيا واقتصاديا ،.
لا نريد أن تحدث على كلام فارغ و مصطلحات منمقة مزخرفة لكن عن واقع مؤلم يشهده العالم الإسلامي عامة و العالم ككل ..إن الغزو الثقافي بإسم العولمة التي هي فرض أفكار على كل العالم لينسجم فكره وعقائده ليصبح كقرية واحدة ووسائل الإعلام والاتصال..و السياسة و الاقتصاد و الحروب كلها مسخرة لتحقيق هدا الهدف وهو تحقيق عولمة للعالم..
إذن نضع بصمتنا وأيدينا على الجرح لنوقف النزيف الحاد ليستنفر الجميع لإيجاد حلول وعلاج للمرض قبل أن ينتشر ويعم إلى كافة جسد الأمة بدءا من دماغها الذي هم مفكروها و علماؤها ا وإلى عضلاتها وقوتها وهم عمالها التي يضخون الدماء فيها لتسير الأمة واثقة الخطى ..وإلى لسانها وهم أدبائها وشعرائها، وإلى قلبها وهو محل عقيدتها وهم رجال الدين .
المهم أنه مما وقع العالم الإسلامي من مغالطات ومما وقع فيه بعض أدباء العربية من زلات كفيلة بأن تقبر هذه الأمة تحت التراب أو تجعلها تسير دوما في أخر الركب و أخر قاطرة في قطار التنمية والنمو على كافة الأصعدة و يرسخ تبعيتها لأجيال وأجيال دون أن ترى أي ضوء أو فجر منبلج ..
فلنتحدث عن الشيئ الذي تم غزوه و نهبه في عروبتنا أو في ديننا أو تاريخنا وإنه لعظيم ..فلقد سُمي الاحتلال المدمر استعمارا حيث أن لفظة الاستعمار مشتقة من البناء والتعمير ؟ فهل جاء المحتل ليعمر أم لدمر؟ و سمي الخمر المذهب للعقل او الآخد بالنفس إلى دركات الحيوانية مشروبا روحيا وأي مشروب ؟؟ و سميت الزنا والعلاقات المحرمة بأنه العشق والحب ؟ وشتان بين اللفظتين كبعد السماء عن الأرض فالحب طاهر كحب الله و حب الخير و حب الزوجة ..و سميت الجنس و العلاقات المحرمة إباحية وفق مبدأ جعل كل شيئ مباح حتى العلاقات المحرمة ؟؟
ثم ليسمى الربا الملعون في الكتب السماوية فائدة يسهر الناس على تحصيلها في مشارق الأرض ومغاربها غير مبالين بأضرارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على الأفراد والمجتمعات ..
ولا بأس أن ننتقل إلى التاريخ لنشاهد لمحة عن تلك المغالطات التاريخية التي إتبعها كثير منا ..فالثورة العربية الكبرى في سنة 1916م و نحن في ذكراها المئوية لم تكن إلا ثورة عبرية لإسقاط الدولة العثماني وتقسم أراضيها ولابد أن نشكر بريطانيا على أن قدمت لنا لورانسها ((لورنس بريطانيا)) الذي ساعدنا في تقسيم دولنا و قدم لنا من الوعود الكاذبة الكثير ..نعم نحن نسميه لورانس العرب لأن بريطانيا لا تحب أن يلتصق المثليون مثله بإسمها العظيم ، وهذه الثورة التي جاءت بعدها اتفاقية سايس بيكو من نفس العام الاتفاقية الفرنسية البريطانية التي قسمت الشرق الأوسط ..ونحن بانتظار اتفاقية أخرى لتقسيم المقسم ..بعد ثورة عبرية جديدة سفكت الدماء وشارك فيها ملوك وزعماء الطوائف الإسلامية وإن لحال يشبه حال الأندلس قبل السقوط الأخير..
نعم من الغزو الثقافي أن نقدس ثورة عربية صنعها لورنس بريطانيا المثلي ..نعم من الغزو التاريخي أن نسمي الدولة العثمانية احتلالا و نسمي فرنسا وبريطانيا استعمارا ..نعم من الغزو الثقافي أن نقدس حدودا و سياجا وضعته شياطين الإنس لتفرق بين شعوب إسلامية العقيدة عربية اللغة .. لها دينها الجامع و تاريخها المشترك ولغتها الواحدة ..لا بل تفتعل نزاعات حدودية ..و تترك احتلال لاحتلال جديد ؟؟ لتضمن فصل شرق الأمة عن مغربها ..تضع سرطان في قلب الأمة هو الكيان الغاشم ..
نعم إنه من الغزو الثقافي أن نعادي العربية فنجعلها خاصة للعرب دون غيرهم ..إن الأمة الإسلامية كلها يجب أن تكون عربية اللسان ليوجد منطقها و تفكيرها و يوصل هموم أطرافها المترامية و يسمع صوتها الواحد ..إن الإسلام العربية ليستا قضية الدول العربية فحسب بل إنها قضية كل الأمة ..وإذا كان الأمر كذلك فأين سلاح البكستان للدفاع عن الأمة في فلسطين أو بورما ..وأين القوة الاقتصادية لأند ونسيا لتخرج العرب من التبعية الاقتصادية و أين القوة العلمية لمليزيا لتخرج الأمة من الجهل إلى العلم و أين نفود تركيا السياسي ليوقف عنا نزيف الناتو في كل يوم وهي عضو فيه ؟؟
و نختتم بأعجب شيء قد تسمعه يوما وهو أن يتحدث القرآن عن أمة واحدة فيقول الله تعالى ((وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فإتقون)) ثم يوصي عز وجل موصيا ((ولا تكونوا من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)) أي لا تكونوا طوائف متقاتلة ..متناحرة كل يدعي أنه على الحق وفرح بنفسه ؟؟
إذن فتاوي بعض من الفقهاء حرضت وتحرض على الطائفية العمياء التي ستأخذنا إلى القرون الوسطى المسيحية أي الزمن الذي قُبرت فيه المسيحية عندما إنقسمت إلى طوائف متناحرة ووصلت الدماء للركب، فما أشبه البارحة باليوم ..وهنا نكشف عن أن الطائفية التي ما أنزل الله بها من سلطان هي معول هدم لا بناء ، وهي أخطر المعاول لدفن هذه الأمة تحت التراب مثلما انتهت المسيحية يوما
كلا إن الطائفة الناجية قد ذكرهم الله وهم من سموا أنفسهم بأنهم المسلمون فقط ،ولم ينسبوا أنفسهم لطائفة، و كل هذه الطوائف ما أنزل الله بها من سلطان إن هي مثل الأصنام أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، قال تعالى ((هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداعليكم وتكونوا شهداء على الناس)) ..والله يقول أيضا ((ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله عمل صالحا وقال إنني من ــ المسلمين ـ )) وبهذه الآيات الكريمة نبطل قول كل طائفة قالت أنني على الحق ..لأن الحق هو مع الذين سموا أنفسهم مسلمين فقط، لا مع غيرهم ..وسياسة فرق تسد لا تزال تعمل عملها و نحن في غفلة عامون ..فمتى الاستفاقة ؟؟.

الصورة بالنسخة الورقية 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

جميع الحقوق محفوضة لدى | السياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا

مدونة محترف المال