.

الثلاثاء، 21 يونيو 2016

يومية الديوان تفتح ملف "المطالعة في الجزائر" من وجهة نظر النخبة المثقفة في الوطن

بواسطة : amine bachirbey بتاريخ : 5:21 ص


من إعداد: بشيرباي محمد أمين


المطالعة أصبحت فعلا غريبا واستثنائيا في الجزائر.....

يومية الديوان تفتح ملف "المطالعة في الجزائر" من وجهة نظر النخبة المثقفة في الوطن.




ثلة من الأساتذة والكُتّاب والإعلاميين من مختلف أنحاء الوطن يشاركون في استطلاع للإجابة على نفس الأسئلة الثلاث التالية:
1 كيف ترى واقع المطالعة في الجزائر؟
2 هل ترى أن لتظاهرات القراءة الجماعية دورا في التحفيز والتشجيع على القراءة؟
3 ما المطلوب من شباب الجزائر لكي تقرأ "أمة إقرأ"؟



الإعلامي إسلام باجي (رئيس تحرير جريدة "الشباب الجديد" وناشط جمعوي من ولاية تيبازة)

1 كيف ترى واقع المطالعة في الجزائر؟
ج1 : نظرتي تفاؤلية، وفيها الكثير من الإيجابية وفق معطيات عن ما هو حولي، الكتب اليوم أصبحت شريكا لبعض شبابنا في الحافلات ومختلف وسائل النقل خاصة عند الطفل، ثم إن مرتادو المكتبة ومنخرطو نوادي المطالعة يبشر بالخير ناهيك عن حضور حلقات النقاش التي تنظمها مختلف فعاليات المجتمع المدني كاللقاءات مع الكتاب على سبيل المثال. هنا لا أتكلم عن الأعداد فقط بل أتكلم عن مستوى النقاش والطرح لدى فئة الأطفال والشباب دون 25 سنة، ثم ظهور عدد لا بأس به من الكتّاب الشباب وحتى من الأطفال دليل على حبهم للمطالعة أيضا. فالكاتب لابد له أن يكون نهم في القراءة.

2 هل ترى أن لتظاهرات القراءة الجماعية دورا في التحفيز والتشجيع على القراءة؟ 
ج2 : هي مبادرات جيدة وجب تثمينها والعمل على تشجيعها لتمس كل الولايات ومنها الدوائر والبلديات ولما لا نراها يوما ما تدخل مداشرنا النائية بمبادرة من سكانها ، هنالك ستجد العناية الحقيقية وعندها تكون قد حققت الغاية منها، نعرف جميعا دون أن نغطي الشمس بالغربال أن المناطق النائية في بلادنا أطفالها محرومون وعليه سيلتفون حول تلك المبادرات بهدف إشباع رغباتهم.
3 في نظرك، ما المطلوب من شباب الجزائر لكي تقرأ "أمة إقرأ"؟

ج3 : ليس المطلوب من الشباب بل المطلوب من الجمعيات والتنظيمات أن تعمل على ترقية الأمر من خلال تقريب الكتاب من الطفل وتكثيف الأنشطة الثقافية المتعلقة بالكتاب، وليس على شاكلة مهرجانات ومسابقات فقط، بل من خلال مشاريع هادفة وبناءة، كما أن على النظام التربوي العمل على إدراج مادة المطالعة في التعليم الابتدائي من خلال قصص هادفة تختار بعناية حتى لا نلوث عقول أبنائنا، ثم إن المسرح يفتح باب المطالعة وحب الاكتشاف عند الطفل وهذا من خلال تجربة مع أبناء أختي ممن أصبحوا من محبي الكتب ويسعون دائما لإتمام ما لديهم من أجل اقتناءات جديدة مع حبهم الشديد أن تكون هديتك الشهرية لهم مجلة أو قصة، وأمر ممتع أيضا أن نرى رب الأسرة قدوة في هذا من خلال المطالعة داخل المنزل ولو لمدة قصيرة.
في الأخير أقول أن أمة إقرأ تقرأ مهما قيل عن شبابنا إلا أنه يحب الكتب ويرتاد المكتبات ويطالع، إلا أن نظرة البعض سوداوية غامقة هدفها تشويه سمعة هذا الجيل والهدف واضح وجلي، حكرا لهم فقط هم المثقفون وجيلهم فقط الناجح. حان الوقت لتكون هناك دراسات جديدة تكشف العكس.




الروائي محمد رفيق طيبي: (كاتب وروائي من ولاية برج بوعريريج)

1 كيف ترى واقع المطالعة في الجزائر؟

1ج : من أجل الحديث عن المطالعة وجب أن نعود لنلقي نظرة على دور الثقافة والمكتبات العمومية التي تأسست خلال عهدة الوزيرة 
السابقة للثقافة خليدة تومي حيث سنجد الإجابات جاهزة تنتظرنا. وقفت خلال عملي بقطاع الثقافة على الخواء العارم الذي يحاصر هذه 
الهياكل، الرفوف تعج بعشرات المؤلفات التي تختلف قيمتها لكن القارئ غائب. المحزن أكثر هو غياب الشباب عن هذه الأمكنة حيث أراهم بوعي مزيف قد سحبتهم المقاهي إلى ترفها وكسل الثرثرة. تبقى المطالعة فعلا غريبا في الجزائر واستثنائيا، فمن يحمل كتابا في الحافلة أو الأماكن العامة ينظر إليه بتعجب وحيرة. المطالعة تعيش تهميشا لا تبرير له سوى تواجد هذه الأوطان خارج حيّز الثقافة بوصفها المحرك الوحيد للتقدم داخل حيّز الحضارة.

2 هل ترى أن لتظاهرات القراءة الجماعية دورا في التحفيز والتشجيع على القراءة؟

 ج 2 : يمكن أن تحفّز هذه المبادرات ولا ننكر أنّ لها دورا حيويا بالنسبة لفعل القراءة بشرط واحد هو أن يغيب فعل الاستعراض وأن تكون هذه المبادرات دورية لا تنقطع، كل فعل جماعي ايجابي مهم وله دور في التطور والأهمية الأكبر في هذا المجال هي تبادل الخبرات والاستشارات والآراء حول مختلف الأعمال التي تقدم للقراءة.

3 في نظرك، ما المطلوب من شباب الجزائر لكي تقرأ "أمة إقرأ"؟

ج3 : المطلب الكبير يوجه للسلطة وهو مراجعة المناهج المدرسية بالطريقة التي تقحم القراءة كفعل ضروري وتجعل منها سلوكا يتم التدرب عليه وتعلمه، أما دور الشباب فيقتصر أولا على القراءة والتثقيف الذاتي ثم الانطلاق في المشاريع الثقافية التي هدفها تثقيف الغير وجعله يقرأ، أول خطوة هي التكتل في جمعيات ومنظمات تخدم هذا الفعل ووضع برامج للتقرب من الطفل وغرس حب الكتاب فيه لأنه يشكل أرضية خصبة لكل مشروع ثقافي يضاف إلى هذا يجب التوجه إلى هياكل وزارة الثقافة المخصصة للتثقيف والعمل داخلها وتأسيس النوادي فالمثقف الراغب في التغيير يجب أن يكون قريبا دوما من الآخر ليتسنى له الاحتكاك بعوالمه ومعرفة رؤيته للثقافة وتصحيحها.




الأستاذ محمد بن عبد الله (صاحب "مكتبة الإحسان" المعروفة، ولاية باتنة)


1 كيف ترى واقع المطالعة في الجزائر؟

ج 1 : بكل صراحة يمكنني القول أن مجتمعنا لا يقرأ، فحين تجد في مجتمع نخبته لا تقرأ فمعنى ذلك أنه مجتمع بعيد كل البعد عن القراءة والمطالعة، وهنا لا ألوم المجتمع ولا الشعب بصفة عامة بل ألوم الفئة المتعلمة التي درست وتعلمت وتحصلت على الشهادات ولكنها لا تقرأ ولا تطالع للأسف الشديد... وأظن أن مجتمعنا بقي متخلفا في كثير من النواحي بسبب بعده عن القراءة، ونخبه متخلفة جدا لأنها تتكبر ولا تريد أن تقرأ وتطالع وتستمر في المطالعة، فالقراءة تهذب الإنسان وتطور معارفه وتنمي ثقافته ومهارته.

2هل ترى أن لتظاهرات القراءة الجماعية دورا في التحفيز والتشجيع على القراءة؟
ج2 : القراءة تحتاج إلى تخطيط كبير وإستراتيجية دائمة لا تكفيها مجرد حملات مؤقتة تذهب بانتهاء ذلك اليوم، القراءة كالغذاء يجب أن نتناوله كل يوم، حين نصل إلى ذلك باستطاعتنا حينها أن نقول أننا نقرأ باستمرار، ونحتاج من نخبنا ومثقفينا التفكير بجد في جعل القراءة سلوك يومي نمارسه بكل حب وشوق ورغبة واقتناع، يؤسفني جدا أن مثقفينا ودكاترتنا يضيعون أوقاتهم في المقاهي كل يوم وهم يتناولون أعراض الناس ويخوضون في القيل والقال ولا يملون،،، ولو استثمروا أوقاته تلك في القراءة والمطالعة والكتابة والبحث لكنا أحسن الأمم، لذا يجب التفكير في أساليب ومهارات لجعل المثقف لدينا يقرأ بنهم دون كلل، فالمثقف عندنا صار مثله مثل العوام لا فرق بينه وبين المواطن العادي.

3 في نظرك، ما المطلوب من شباب الجزائر لكي تقرأ "أمة إقرأ"؟

ج 3 : القراءة تعني الجميع وتهم الجميع وليس فقط شبابنا، فالشباب حين يجدون الكبار يقرؤون سيقرؤون أيضا، والأولاد حين يجدون والديهم يقرؤون فسيقرؤون أيضا... فالقراءة فعل وسلوك لا يأتي من العدم بل يجب استنباته وغرسه في نفوسنا وعقولنا ليثمر قراءة ومعرفة وإبداعا بعد ذلك، يجب علينا تعويد أنفسنا حمل الكتاب والتعامل معه لقراءته والنظر في سطوره... اقترب أيها المثقف والمتعلم من الكتاب وأدوات المعرفة لتنمية حب القراءة والمطالعة في نفسك، اذهب وتجول في المكتبات لتتعرف على العناوين الموضوعة في الرفوف وتكتشف أسماء مؤلفيها وكتابها. وعلى المثقفين والمتعلمين الاجتهاد في حضور مجالس العلم والأدب كالملتقيات والأيام الدراسية والحصص التلفزيونية لعلها تزيدهم اقتناعا بأهمية المطالعة، ولا تتكبروا على العلم وتواضعوا واحتقروا أنفسكم أمام مصادر المعرفة والعلوم لكي تكونوا القدوة التي تشجع على القراءة، وبعدها يمكننا أن نتحدث عن إعادة الاعتبار للقراءة والمطالعة في الجزائر.
 


الشاب فيصل عثمان (إعلامي ورئيس تحرير صحيفة تشالنج نيوز، من ولاية الجزائر العاصمة)



1 كيف ترى واقع المطالعة في الجزائر؟

ج1 : واقع المطالعة حتى نكون منصفين لا يعجب كثيرا، ونسبة المقروئية ليست عالية، المجتمع يفتقد عموما لثقافة المطالعة لاسيما مع طغيان التكنولوجيا الحديثة وما يعرف بالإرباك المعلوماتي.

2 هل ترى أن لتظاهرات القراءة الجماعية دورا في التحفيز والتشجيع على القراءة؟

ج2 : تساهم تظاهرات القراءة الجماعية فعلا في التشجيع على القراءة غير أن تأثيرها مناسباتي وضيق النطاق، فهي بمثابة الشمعة التي توقد للحظات ثم تنطفئ، تبقى مبادرات جيدة إلا أنها غير كافية وحدها لرفع نسبة المقروئية.

3 في نظرك، ما المطلوب من شباب الجزائر لكي تقرأ "أمة إقرأ"؟
ج 3: لكي نصبح "أمة إقرأ" لابد من صياغة برامج عميقة مدروسة وفعالة، بداية من اعتماد التفكير النقدي لا التلقيني في المدارس والجامعات، وصولا إلى توفير المكتبات في كل الأمكنة التي يرتاده العامة، إضافة إلى الدعم الإعلامي بعيدا عن الاستهلاكية لمثل هذه المواضيع الثقافية التي تأتي القراءة على رأسها.


 
الشاعر رشيد دحمون (شاعر من ولاية المدية)


1 كيف ترى واقع المطالعة في الجزائر؟

ج 1: واقع القراءة في الجزائر، من الصعب الإجابة عن سؤال مثل هذا، لأن الجزائر -وكأي دولة أخرى- تحتوي على عدّة طبقات اجتماعية، تعليمية، وثقافية.. وبالتالي الحكم هنا سيكون مختلفا من طبقة لأخرى، لكن بصفة عامّة: "هو واقع لا يطمئن ولا يبشر بالخير"، لأن فعل القراءة منحصر فقط على فئة محدودة جدّا، هي فئة الكتّاب والرّوائيين وما إلى ذلك، أما دونهم من عامّة النّاس فينظرون إلى القراءة على أنّها "ترف فكري"، لا يخصّهم ولا يفيدهم! خاصّة إذا ربطها الطالب الجامعي -على سبيل المثال- بمنصب عمل، فإن ظفر به طلقها إلى يوم يلقى ربّه.

2 هل ترى أن لتظاهرات القراءة الجماعية دورا في التحفيز والتشجيع على القراءة؟

ج 2: يجب أن نضع هذه التظاهرات في حجمها الحقيقي، وفي إطارها الذي وضعتْ له.. فهي مجرّد "بروتوكول"، ووسيلة يمكن بواسطتها تفنيد فرضيات معينة، والتأكيد على أخرى، تظاهرات القراءة الجماعية هي فرصة لالتقاء أشخاص ذوي ميول واهتمامات مشتركة، لتبادل الأفكار والخبرات، لمناقشة قضايا معينة.. فالذي يحضر في تظاهرة ما لقراءة جماعية لن يقرأ في تلك الدقائق أو تلك السويعات، ولكنه سيكتفي بصورة معه حبيبه "الكتاب"، ومع غريمه فيه 
 
3 في نظرك، ما المطلوب من شباب الجزائر لكي تقرأ "أمة إقرأ"؟

ج 3: على شبابنا اليوم أن يستبدل فكرا رثّا سائدا بفكر جديد، وهذا حسب رأيي -وأن تحقق- فإنّه لن يتحقق في يوم وليلة، بل سيتغير بتعديل وتكييف منظمة تعليمية كاملة، وبعزيمة رجال ونساء ذوي نوايا حسنة وأهداف مسطرة مسبقا، ليس الحل في أن تناقش الشاب وتقنعه بأن القراءة مفيدة و (...)، فهو في الأخير يعرف ذلك جيدا، إنما في أن تجعله يستشعر لوحده أنّه فقير للكتب، وأنه مضطر لأن يلجأ إليها مثلما يلجأ للطعام والشراب، بل وعلى الأقل.. مثلما يحتاج لـ "التدخين" 



قادة زاوي (شاب من ولاية مستغانم، وأحد القائمين على مبادرات القراءة الجماعية "الجزائر تقرأ")


1 كيف ترى واقع المطالعة في الجزائر؟

ج1 : واقع المطالعة في الجزائر ليس بذلك الواقع الذي نتمناه، لا يشكر كثيرا لكن رغم ذلك هناك تحسن في اعتقادي مقارنة بالسنوات الماضية، والسبب كثرة المكتبات وانفتاح المواطن الجزائري على القراءة من خلال الترويج المنتشر في الشبكة العنكبوتية.

2 هل ترى أن لتظاهرات القراءة الجماعية دورا في التحفيز والتشجيع على القراءة؟

ج 2: نعم كثيرا، أنا مع أن تكون القراءة موضة، أي أن يصبح التعبير عنها من خلال عدة أشكال ومن بينها لقاءات ومبادرات القراءة الجماعية.

3 في نظرك، ما المطلوب من شباب الجزائر لكي تقرأ "أمة إقرأ"؟

ج 3: المطلوب من الشباب ببساطة هو أن يطالعوا، أن ينفتحوا على هذا العالم الجميل وسيتأثر محيطهم بفعلهم الحضاري هذا.



الشاعر الكبير سليمان جوادي (شاعر جزائري معروف من ولاية الوادي)


1 كيف ترى واقع المطالعة في الجزائر؟

ج1 : مع الأسف الشديد شعبنا هو أكثر من الشعوب زهدا في القراءة وبعدا عن المطالعة، رغم ما وفرته وتوفره الدولة من أجل تقريب وتحبيب الكتاب إليه. وظاهرة عزوف الناس عن القراءة ليست جزائرية فأغلب الشعوب العربية تشترك في ذلك.

2 هل ترى أن لتظاهرات القراءة الجماعية دورا في التحفيز والتشجيع على القراءة؟

ج2 : التظاهرات التي كانت تقوم بها وزارة الثقافة لديها مفعول آني لكنها غير مجدية على المديين المتوسط والبعيد.

3 في نظرك، ما المطلوب من شباب الجزائر لكي تقرأ "أمة إقرأ"؟

ج3 : في رأيي علينا أن نبدأ بالمدرسة الابتدائية في تحبيب ناشئتنا للقراءة وترغيبهم في المطالعة، كنا قديما نجازى بالكتب ونعاقب بتلخيص الكتب، الأمر الذي جعلنا نتعلق بالكتاب ونحب المطالعة.



البروفسور رابح لونيسي (أستاذ من جامعة وهران)


1 كيف ترى واقع المطالعة في الجزائر؟

ج1 : في حقيقة الأمر هناك تناقضات في تقييم واقع المطالعة في الجزائر، ويعود هذا التناقض في التقييم إلى عدم وجود دراسات ميدانية تجيب لنا على هذا السؤال، ولهذا نجد عملية التقييم تتحدد حسب أراء ليست علمية، وتتحكم فيها في بعض الأحيان انطباعات وأحكام وحتى مصالح ذاتية، فهناك من يرى أن الجزائريين يطالعون ويشترون الكتب بكثرة، ويستدلون في ذلك بالتوافد الكبير على المعارض الدولية للكتب، لكن يرى البعض أن هذا التوافد الكبير لم يكن لشراء الكتب، بل للتنزه أكثر ومصاحبة الأطفال، وهناك طرف آخر أعتقد انه وراء فكرة أن الجزائري لا يقرأ ولا يشتري الكتب، ويتمثل في بعض أصحاب دور النشر بهدف أخذ أرباح أكبر لأنفسهم، فإن طبعوا مثلا عدد معين من كتاب، يخفض العدد المعلن كي لا يأخذ الكاتب وكذلك الضرائب وغيرها نسبها الحقيقية، أي محاولة غش، وهذا الغش يغطى بالترويج لفكرة "أن الجزائري لا يقرأ"، طبعا لا أقول كل الناشرين، بل البعض، إضافة إلى ذلك هناك ضعف في التوزيع، فمشكلة الجزائر في صناعة الكتاب هو انعدام التوزيع، ولهذا لا يجد المطالع كتبا جديدة في مكتبات البيع، فيجعله لا يمر يوميا عليها لمعرفة الجديد، فتقل لديه الرغبة في المطالعة، لكن ليست هذه هي العوامل الحاسمة في المسألة، فهناك مطالعة إلكترونية، لكن نعتقد أنها ليست عميقة وجادة كثيرا، وهو ما أسميه "المطالعة بطريقة السندوتش السريع".

2 هل ترى أن لتظاهرات القراءة الجماعية دورا في التحفيز والتشجيع على القراءة؟

ج2 : هذه ظاهرة بدأت تبرز عند الجزائريين ك"التنوين" في مدينة وهران التي يقوم بها مجموعة من الشباب الجامعيين بهدف التشجيع على القراءة، فهي إيجابية، ويمكن أن تلعب دور كبيرا في تشجيع المطالعة، فكل عمل هو لبنة في ذلك، لكن نعتقد أن التشجيع على المطالعة يجب أن يتم  في المدرسة، وذلك بإعطاء التلاميذ مسؤولية تسيير مكتبات مدرسية مثلا، وكذلك وضع كتب متنوعة التخصصات يفرض على التلميذ تلخيصها سنويان ويدخل ذلك في إطار المقرر والتقويم المدرسي، وتدخل هذه الكتب كمكملة لكل المواد سواء  اللغات أو العلوم أو التاريخ والدين مثلا وغيرها، وتكون ضمن منهج المواد التي تتبعها تلك الكتب، ويقيم حولها التلميذ.

3 في نظرك، ما المطلوب من شباب الجزائر لكي تقرأ "أمة إقرأ"؟

ج3 : يبدو أني أجبت عن هذا السؤال آنفا، لكن هل ركزنا في خطابنا الديني حول هذا الأمر الإلهي"أقرأ" الذي جاء قبل الأوامر الأخرى، وهو ما يعني انه القراءة العميقة في الإنسان والكون والطبيعة وغيرها، ولا يقصد بها القراءة السطحية، ونعتقد أن هذه القراءة هي فرض على كل مسلم مثل الفروض الأخرى، ونعتقد أن الله سبحانه وتعالى بهذا الأمر القرآني الأول يقول لنا أنه لا يمكن بناء مجتمع مسلم سليم إلا بهذا الشرط، لكن للأسف نحن المسلمين لدينا اكبر نسبة من الأميين الذين لا يعرفون الكتابة والقراءة، لكن اليوم الأمية أخذت مفاهيم أخرى أكبر من مجرد عدم معرفة القراءة والكتابة.


الأستاذ معمر عيساني (كاتب وشاعر، والمشرف على مبادرة "سنقرأ في رمضان"، من ولاية الشلف)


1 كيف ترى واقع المطالعة في الجزائر؟

ج1 : يمكننا أن نشخّص هذا الواقع من طريقتين، الأولى: معرض الكتاب الدولي في الجزائر والذي يُجمع الناشرون العرب والأجانب على أنه من أنجح المعارض الدولية في المنطقة العربية من حيث توافد الجماهير واقتناء الكتب، أما الطريقة الثانية: فهي الركود والهجرة التي طالت المكتبات فلم يعد بها أي قارئ يهتم بتتبّع المطبوعات الجديدة... أقول هنا بين الإيجاب والسلب أن القارئ الجزائري "موسمي" يقرأ للضرورة سواء تزامنا مع مناسبة ما أو بدافع الدراسة... وأعتقد أن الواقع بهذا الشكل غير مشجع ويدعو إلى الاهتمام بالترويج لثقافة المطالعة، واعتباره مشروعا قوميا قد يسهم في إنقاذ مستقبل الوطن من التخلف.

2 هل ترى أن لتظاهرات القراءة الجماعية دورا في التحفيز والتشجيع على القراءة؟

من المؤكد أن لها أثرا في كسر الصورة النمطية للقارئ والتي يراها المجتمع جامدة ميتة، ففعاليات القراءة الجماعية ترسّخ فكرة العصرنة والحضارة وارتباط سلوك القراءة بالتحفيز لكل ما هو ثقافي راقي، وتُخرج القراء من كهوفهم إلى العالم الفسيح ليُظهروا للناس ولعهم بالكتاب ويحاولوا إيصال العدوى لهم بهذا الداء الرائع.

3 في نظرك، ما المطلوب من شباب الجزائر لكي تقرأ "أمة إقرأ"؟

جميل أن نربط القراءة بالشباب لأنهم مربط الفرس وأمل الأمة... المطلوب هو بسيط للغاية لنحمل كتبنا المهجورة على رفوف المكتبات ونقرأها، لنشارك الناس أفكار الكُتّاب ونشوّقهم لما تتضمنه الصفحات المحبّرة، لنعلّم النشء الصغير سلوكيات القراءة، ونشد على أيديهم حتى لا يتيهوا في الماديات التي تسفّه كل علم وثقافة، وعلى المؤسسات المتصلة بهذا الشأن أن تُسهم في هذا المشروع واقعيا لا إعلاميا، وذلك بتفعيل دور المكتبات الولائية ودور الثقافة والمتاحف وجميع الفضاءات الشبانية، وجعل الكتب مثار إغراء لدى الشباب مع تنظيم مسابقات تحفز على المطالعة، كما أن الجامعة لها مسؤولية أخلاقية في إقناع الطلبة بضرورة القراءة المستمرة وترسيخها مبدئها معتقدا راسخا.
 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

جميع الحقوق محفوضة لدى | السياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا

مدونة محترف المال