مستغانم
على وقع الذكرى 171 محرقة الظهرة الشنيعة
"مغارة
الفارشيح" ببلدية النقمارية أرشيف لا يزال يحفظ همجية المستعمر...
بشيرباي م،أ
تُعد محرقة الظهرة إحدى
أبشع جرائم الإستعمار الفرنسي التي اقترفها في حق الأبرياء العزل، ففي التاسع عشر
والعشرين من شهر جوان 1845 قام الاحتلال الفرنسي بمواصلة سلسلة حصد أرواح سكان
القبائل والقرى عبر سياسة الأرض المحروقة التي التي مارسها في عهد مقاومة الأمير
عبد القادر ابتدءا من عام 1830 حين قام بقتل وتعذيب السكان وحرق القرى والاستيلاء
على الأراضي الزراعية بهدف استبدال شعب الجزائر بشعب آخر مستوطن.
وككل القبائل الجزائرية لقيت
قبيلة أولاد رياح الواقعة بنقمارية في ضواحي عشعاشة أقصى شرق ولاية مستغانم نصيبها
من القتل والتعذيب بأسوء طرق القتل، الموت حرقا واختناقا وبدون أي ذنب سوى أن سكان
المنطقة من العزل رفضوا تسليم أرضهم للمستوطن، ولما اشتد بطش الإستعمار وتفنن في
سياسة التعذيب والتنكيل احتمى أهل المنطقة داخل مغارة الفراشيح الواقعة بجبال
الظهرة التي لا تزال إلى يومنا هذا شاهدا على حادثة مأساوية أودت بحياة أكثر من
ألف مجاهد، وبعد اجتماع أغلب سكان أولاد رياح في المغارة فارين من التنكيل
والتقتيل، طلب منهم الكولونيل الفرنسي بيليسيي الخروج والاستسلام فرفضوا ذلك،
وبعدها وبأمر من المجرم الجنرال بيجو قام بيليسيي بإضرام النيران داخل الغار، فمات
أزيد من 1000 بريء اختناقا وحرقا، ولم تقف شناعة الموقف عند هذا الحد بل قام جنود الاحتلال
الفرنسي باستخراج جثث ضحايا المجزرة الذين ماتوا اختناقا والبالغ عددهم 760 قتيل
بأمر من السفاح بيليسيي الذي قال ردًا على سؤال أحد جنوده حول مصير الجثث
المستخرجة :"جلد الطبل له قيمة كبيرة أكثر من هؤلاء البؤساء". – حسب
تصريح للباحث في تاريخ المنطقة الأستاذ طياب محمد خصّ به إذاعة مستغانم الجهوية.
والجدير بالذكر أن مغارة
الفراشيح تعرف في الآونة الأخيرة إقبالا ملحوظا من طرف سكان الولاية وما جاورها
خاصة الباحثين في تاريخ الجزائر، مما دفع السلطات المعنية مؤخرا إلى تهيئة الطريق
المؤدي إلى المغارة وسهلت الوصول إليها ووظفت حارسا خاص عند مدخلها باعتبارها
منطقة تاريخية مهمة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق