الشاعرة مريم ميلودي
تفتح قلبها ليومية الديوان.....
"أطمح إلى ترك بصمتي الخاصة في المجتمع وأسعى إلى
تغيير المنكر بالكتابة عن الظواهر الاجتماعية..."
"أستمد إلهامي في كتابة الشعر من الموسيقى ..."
مريم ميلودي شاعرة من مدينة
مستغانم، تبلغ من العمر 24 سنة ملهمة بالكتابة الشعرية والخواطر وكتابة القصة
والسيناريو، طالبة جامعية بجامعة عبد الحميد ابن باديس تخصص علم النفس. شاركت في
عدة حفلات وتظاهرات بدار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي.
أجرى الحوار: بشيرباي أمين
كيف كانت
بدايتك مع الشعر الشعبي؟
بدايتي لم تكن مع الشعر
الشعبي مباشرة، ففي سن 14 سنة بدأت اكتب الخواطر ووجدت نفسي أملء أوراق وأوراق دون
أي هدف أو غاية، لم أكن أعرف حتى لماذا كنت أكتب، ومع دخولي مرحلة الدراسة
الثانوية عشقت يدي القلم أكثر فأكثر، ولكن هذه المرة صرت أكتب ونصب عيني هدف محدد،
فالمعلوم أنه كلما كَبُر الإنسان زاد وعيه بما حوله، حتى أني صرت كلما استفزني
موقف أو ظاهرة، أعلن معركة على ساحة أوراقي ومن الخواطر إلى المقالات حتى دخلت
الشعر الملحون أو ما يسمى بالشعر الشعبي أين وجدت راحتي فيه ووجدت متعة كبيرة في
كتابته.
وما هي
المواضيع التي تكتبين فيها باستمرار؟
مع نضجي وبلوغي سن الوعي،
صممت على أن تكون كتابتي هادفة ووجهتها إلى تبليغ رسالة السلام ونشره، وجعلت أكتب
كلما آلمني شيء ما وذرف قلبي بسببه، وضمت مواضيعي كتابات عن الوطن الذي لازلنا لا
نعرف قيمته وقيمة النعمة التي نحن فيها مقارنة ببعض البلدان التي نتمنى أن يعود
الأمن والأمان إليها. إضافة إلى مواضيع الساعة كاختطاف الأطفال هذه الظاهرة التي
انتشرت كثيرا في مجتمعنا.
بخصوص الشعر
الشعبي، ألم تواجهي مشكل تعدد اللهجات الجزائرية وتنوعها من منطقة إلى أخرى؟
صحيح أن الجزائر معروفة
بتعدد اللهجات لكن أرى أن هناك كلمات قليلة فقط التي تختلف معانيها من منطقة إلى
أخرى، ولهجة الغرب الجزائري أكثرها وضوحا وسهلة الفهم.
المعروف أن
الشعر الملحون يدخل في إطار التراث اللامادي ويحتوي على مفردات تراثية صعبة تحتاج
في بعض إلى بحث من أجل الوصول إلى معناها،كيف تعاملت مع ذلك خاصة وأنت لازلت شابة
مقارنة بشعراء الملحون المعروفين؟
أغلب الأشعار الشعبية تحمل مفردات تراثية صعبة
الفهم، هذا صحيح، لذلك أحاول تفاديها قدر المستطاع لأنها غالبا ما تدخل في إطار
التزويق والتجميل حسب رأيي الشخصي، وأنا أحرص بشدة على أن تكون كلماتي صادقة
ومفهومة لأني أكتب لمختلف شرائح المجتمع باختلاف مستوياتهم الثقافية لا لنخبة
معينة، وهذا هو سببي الرئيسي الذي دفعني إلى الكتابة بالدارجة فغايتي تتمثل في أن
يفهمني القارئ وأوصل له رأيي ووجهتي نظري بطريقة بسيطة.
وفي نظري على الكاتب الذي
يريد رسالته إلى القارئ الحصر على أن تكون نابعة من القلب صادقة مليئة بالإحساس،
وأن يفرغ طاقته وروحه الإيجابيتان فيها، فإن نجح في ذلك فستتسلل كلماته إلى قلوب
ووجدان القراء ولا أرى حاجة إلى تلك المفردات التراثية صعبة المدلول على جيلينا.
من هو شاعر
مريم ميلودي المفضل الذي تعتبره قدوتها وتقرأ له بنهم، خاصة ومستغانم معروفة في
طابع الملحون؟
بالنسبة لشعراء مستغانم
أقرأ دواوين الشاعر سيدي لخضر بن خلوف رحمه الله، وأنا من معجبات هويس الشعر
العربي الشاعر المصري هشام الجخ وخاصة طريقة إلقائه الرائعة.
كيف خطرت لك فكرة تسجيل أشعارك وإرفاقها بموسيقى
صامتة عصرية؟
هذه الفكرة راودتني منذ
دخولي عالم الموسيقى، فقلت لم لا نخلق مزيج عصري من جهة، ونحافظ على الموروث
الشعبي من جهة أخرى، كما أن التسجيل يساعد في إيصال رسالة الشاعر بطريقة مؤثرة
لاسيما وأن شبابنا تجذبه الموسيقى، فبدأت أختار لكل قصيدة معزوفة موسيقية وأسجلها
لأقدم للمستمع قصيدة فيها نوع من العصرنة.
وكيف
تختارين الموسيقى المناسبة لكل قطعة شعرية؟
غالبا ما أقضي وقتي في
الاستماع إلى مقطوعات موسيقية على موقع اليوتوب وأبحث دائما عن الجديد، وإذا ما
خطفتني موسيقى ما وأثرت في بشكل كبير، تتزاحم بداخلي الكلمات دون أن أفكر في موضوع
الكتابة مسبقا، فأنتهي بقصيدة مع معزوفة موسيقية، حتى صارت الموسيقى مصدر إلهامي
الشعري.
هل هناك من
دًعَمك في مسيرتك الفنية التي انطلقت في سن المراهقة؟
الدعم الأساسي الذي تلقيته
وبفضل من الله عزّ وجل كان من أصدقائي ومتتبعي قناتي الخاصة على موقع اليوتوب حيث
شجعوني كثيرا، ولقيت دعما من الصحافة وإذاعة مستغانم الجهوية التي ساهمت في
التعريف بي وبما أكتب.
وما
الصعوبات التي اعترضتك ومازلت تعترض طريقك؟
الحمد الله في بادئ الأمر
لم أجد أي صعوبات، كتب وسجلت قصائدي بمفردي، لكن تبقى عقبة تهميش الكاتب الشاب
وعدم الاهتمام به تؤرق كاهل أي كاتب كان، إضافة إلى عدم إشراكه في المسابقات
والمهرجانات التي من شأنها أن تعرف برسالته، وهذا ربما ما يقتل طموح الكتاب الشباب
اليوم.
وما هي
المشاريع الحالية التي تشغل الشاعرة مريم ميلودي؟
أنا بصدد المشاركة في
المسابقة الوطنية لكتابة الشعر والقصة التي تنظمها الإذاعة الجزائرية إن شاء الله.
إلم تطمحين
خلال كتابتك الشعر؟
طموحي أكبر من الشهرة أو
اللقب، أسعى لإيصال رسالتي إلى أكبر عدد من المستمعين وأن أضع بصمتي في مجتمعي
وأكون ممن رأى منكرا وغيره، وأن تكون رسالتي الإصلاحية صدقة جارية من بعدي، فحتى
لو لم نعش نحن التغيير الذي سيطرأ من بعدنا على الأقل سينعم به أولادنا والأجيال التي
ستأتي بعدنا. لأنه صراحة سئمنا مما نراه ونسمعه يوميا من ظواهر تضرب أوصال المجتمع
وتفتف عماده.
كلمة أخيرة
ليومية الديوان؟
أولا أشركك جزيل الشكر على
هذا الحوار، وأشكر جريدة الديوان الثقافية على الاستضافة وعلى تخصيصها هذا الركن
الخاص بصوت الشباب المبدع. وأتمنى لكم مزيدا من النجاح والتألق وخدمة المجتمع
والثقافة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق