.

الأربعاء، 8 يونيو 2016

الشاعر الشاب هارون بوعاملي في حوار ليومية الديوان الثقافية...

بواسطة : amine bachirbey بتاريخ : 2:55 ص


عدد الأربعاء 8 جوان 2016 ...
 
طموحي أن أصبح شاعرا كبيرا تفتخر به الجزائر كما تفتخر سوريا بنزار القباني...
أتعرض للإقصاء في الكثير من المهرجانات والأمسيات لأن شعري أصبح خطرا على الكثير من ديناصورات الفساد...
برنامج "شاعر الجزائر" لم يكن كاملا، إلا أنه قدم لي قاعدة جماهيرية من مختلف أنحاء الوطن...


الشاعر الشاب هارون بوعاملي في حوار ليومية الديوان الثقافية...


يُعدّ الشاب هارون بوعاملي من بين أبرز أبناء ولاية جيجل المبدعين في مجال الكتابة الشعرية، صاحب 22 سنة طالب جامعي تخصص اللغة الفرنسية، سبق وأن شارك في عدة مهرجانات محلية ووطنية، تأهل مؤخرا إلى دور مشرف من مسابقة شاعر الجزائر 2016. كما فاز أيضا بالمرتبة الثانية عربيا في مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون بمصر، جند قلمه ليكون صوت المقهورين والكادحين.



حاوره: بشيرباي محمد أمين


أولا متى اكتشف الشاعر هارون بوعاملي موهبته في الكتابة الشعرية؟
الشاعر في رأيي أنا يولد شاعرا، إذا كتب عليك قدر الشعر ووجع القوافي فلا مفر لك منه، كل ما عليك فعله أن تستسلم لشيطان إلهامك فتكتب ما يأمرك بكتبه، عاجزا عن رفض أوامره، متمتعا أيضا بذلك، أذكر عند انتقالي للمتوسطة درستني أستاذة ما زلت أدين لها بكل هذا النجاح المتواضع، حيث كانت تطلب منا كتابة التعابير فتندهش بعدها مما أكتب وتجزم أني سرقته عن كاتب كبير. بعدها أرادت اختباري فأمرتني بكتابة تعبير عن فصل الشتاء أمام ناظريها، وبعد دقائق سلمته لها، فطلبت من زملائي الوقوف والتصفيق لي. بعدها بعام وفي عمر الثانية عشر وقفت أمام الجمهور بقصيدة عن ابن باديس، وفي الرابعة عشر أجريت أول حوار لي مع إذاعة جيجل كشاعر صغير صاعد، وهكذا بدأت المغامرة الشيقة. 

كيف كانت مشاركتك في الملتقى الوطني الأول للمكفوف المثقف بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة؟
كانت بالنسبة لي أجمل مهرجان شعري شاركت فيه رغم بساطته ورغم الحضور المتواضع، جعلني أقف مع أساتذة وشعراء كبار على منصة واحدة من بينهم البروفيسور ناصر لوحيشي، إذ بحثت ذلك اليوم في المكتبات عن كتابه "المرجع في العروض والقافية" واشتريته وأنا حالم أن أصبح يوما ما في قامتهم، وإذ في المساء أقف معه في منصة واحدة باعتبار أن كلينا شاعران، فعرفت أن حلم الطفولة على حافة التحقق. 

ماذا تركت هذه المشاركة في نفسيتك كشاعر يحس بمن حوله أكثر من غيره؟
لن أنسى وجوه أولائك المكفوفين ما حييت. صدقني كنت أراهم هم المبصرون الحقيقيون ونحن العماة، علموني وأنا أحدق فيهم درسا طويلا في الإرادة وحب الحياة رغم كل شيئ، مكفوفون وتراهم قانعين، مكفوفون وتلقاهم أساتذة مبدعين، مكفوفون وينظمون أمسية شعرية ويدعون الشعراء من كل أنحاء الوطن، ويستقبلونك باسمين، أقول لهم من منبر جريدة الديوان الثقافية، افتخروا وافرحوا دائما، أنا أحسدكم لأنكم لا ترون بشاعة هذا العالم 
.
فزت بالمرتبة الأولى على المستوى الوطني في مسابقة الشعر ضمن فعاليات المهرجان الوطني للشعر المدرسي الذي أقيم في ولاية البويرة بمناسبة خمسينية الإستقلال، كيف عشت هذه التجربة وأنت في سن مبكر ؟
وقتها كنت ابن الثامنة عشر أدرس في السنة الثانية ثانوي، إذ وقع علي الاختيار لأمثل ولايتي في المهرجان الوطني للشعر المدرسي، في يوم المهرجان وأنا أقرأ قصيدتي "جنة القلب" كان الجمهور يقاطعني ليصفق لي كلما قرأت بيتين، وبعد نزولي تسابق الكل على أن يأخذوا نسخة من القصيدة أو يأخذوا صورة معي، فأحسست لأول مرة بلذة النجاح، صدقوني، أجمل شعور في العالم أن تقف على منصة ويصفق الجميع لك.. لأنك قدمت شيئا جديرا بالتقدير والاحترام.

كيف كانت مشاركة الشعراء الشباب الآخرين؟
هناك شعراء كانوا رائعين حيث تحس بالأثر الجميل لبيئة ولايتهم وتقاليدها على شعرهم، لكن الجميع كان يشير إلي قبل إعلان النتائج من طرف اللجنة بأني الفائز، وفعلا كان ذلك، وفرحت لأني استطعت أن أجمع الجمهور والنقاد على الإعجاب بقصيدتي واكتسبت بعضا من الثقة بنفسي لأني دائما ما أحتقر نفسي وأراني دون الآخرين.

توقفت رحلتك في مسابقة شاعر الجزائر التي ينظمها تلفزيون الشروق في الدور النصف النهائي، هل أنت راض عما وصلت إليه؟
بالنسبة لبرنامج شاعر الجزائر فالحديث يطرق أبوابا أخرى، فأولا تجد اللجنة تهنئك بالتأهل للنصف النهائي، بينما تجد مقدم البرنامج يتحدث عن الدور المؤهل للنصف النهائي، في الأخير هذا لا يهم كثيرا فكل برنامج في أوله لا يكون كاملا كما يجب، المهم أن الجزائر التفتت للشعر وللشعراء عبر منبر قناة الشروق، أما المهم بالنسبة لي هو أني فرضت نفسي بين ستين شاعرا هم خيرة شعراء هذا الوطن، مع أن نصفهم كان في نهاية رحلته الشعرية وما كنا نحن على قلتنا إلا في عمر أولادهم...

رغم عديد الانتقادات التي رافقت برنامج شاعر الجزائر، ما هي الإضافة التي قدمها لك هذا البرنامج؟
نعم برغم كل الأمواج العاتية التي ضربت سفينة برنامج شاعر الجزائر، إلا أننا لا يمكن أن ننكر مدى الإفادة الكبيرة التي قدمها هذا البرنامج للشعراء في الجزائر، أنا كواحد من الشعراء المشاركين ساعدني البرنامج كثيرا على توسيع قاعدتي الجماهرية في كل أنحاء الوطن، ومكنني من الالتقاء والاحتكاك بكل شعراء وأدباء هذي البلاد الواسعة والاعتراف بي شاعرا في عمر الزهور.

كيف كانت قرارات لجنة التحكيم بالنسبة إليك؟
تقبلت قرارات اللجنة بصدر رحب، فهم شجعوني لكي أمضي في الطريق بعيدا، وانتقدوني لكي لا يتملكني الغرور وأتوقف عن الاجتهاد والعمل، وهذا ما أحتاجه في هذا العمر، فلست سوى في البداية ومازال الطريق شاق وطويل أمامي، ويكفيني فخرا أني وقفت أتلو شعري أمام عمالقة أدب كنت أحلم قبل شهور فقط بلقائهم، على رأسهم البروفيسور الكبير عبد المالك مرتاض الذي أعتبره الآن سيد اللغة العربية وحارسها الشهم في كل الوطن العربي.
  
بعيدا عن برنامج شاعر الجزائر، هارون كشاب مثقف كيف يرى الثقافة في الجزائر؟
هنا يلزمني أن أتنهد وآخذ نفسا عميقا قبل أن أبدأ الحديث عن الثقافة في الجزائر، فكلام الأغاني بذيء، كأن ليس لنا شعراء، وأجور الراقصات باهض كأن ليس بيننا فقراء، والمكتبات ضاعت وسط محلات الذهب والألبسة والمطاعم، فتعرف أن هذا المجتمع أصبح لا يهتم سوى بالشكليات والأمور الزائفة الزائلة، وأنه قد دفن عقله في الرمل. ليتنا نغدي عقولنا كما نغدي بطوننا، وليتنا نكسوها بالأفكار الجميلة كما نكسو أجسادنا بالثياب الجميلة، وهذا ما يجب أن يأخذه الأدباء والمفكرون والفنانون على عاتقهم في الجزائر، من أجل النهوض بالمستوى الفكري والثقافي على الرغم من كل الصعوبات.

تحصلت مؤخرا على المركز الثاني عربيا في مسابقة الشعر العمودي المنظمة من قبل مهرجان همسة الدولي المقام بمصر، رغم المشاركة العربية القوية، كيف تلقيت خبر فوزك؟ هل كنت تتوقع ذلك؟
بصراحة، بعد قراءتي للأعمال المشاركة كنت أتوقع فوزي حتما، فأنا أعرف موقعي جيدا، ليس غرورا بل ثقة بالنفس وبالقصيدة، فبرغم المشاركة القوية التي وصلت إلى حدود ال 1500 مبدع مشارك من كل ربوع الوطن العربي في كل الطبوع الفنية، إلا أني كنت واثقا من الفوز، والحمد لله فزت بالمرتبة الثانية، وأنا جاهز للسفر أواخر هذا الصيف إلى بلاد الفراعنة لحضور حفل تكريم الفنانين والأدباء الفائزين.

ما هي طموحات الشاعر هارون بوعاملي؟
طموحي الأول هو النجاح في دراستي، حيث جعلت شهادة الدكتورة الآن صوب عيني، أما الطموح الأدبي فهو أن أصبح شاعرا كبيرا تفتخر الجزائر به كما تفتخر سوريا بنزار قباني، وكما تفتخر فلسطين بمحمود درويش، ولبنان بجبران وايليا أبو ماضي، إلا أن طموحي قد أصبح معركة منذ عام حين تغيرت توجهاتي الكتابية تماما، وأصبح شعري خطرا على الكثير من ديناصورات الفساد، حيث أصبحت كل قصيدة أكتبها  تخرج مجملة بغضب المظلومين ومكحلة بسواد ليالي الفقراء، ومغسولة بعرق البسطاء الكادحين، فأصبحت ألاقي الرفض في الكثير من المهرجانات والأمسيات، ويتم أحيانا إقصائي عمدا، وهذا ما حطمني في كثير من الأحيان. هم لا يريدون شعبا واعيا ومثقفا متعلما، فهذا لا يساعدهم أبدا، وهم سيسعون دائما لقتل ودفن كل من يحاول توعيته.

كن على ثقة أننا كوسيلة إعلامية ندعمك في مشوارك النبيل إلى آخر محطة، هل من كلمة أخيرة ليومية الديوان الثقافية وقرائها ؟
أنا حقا مغمور بالسعادة بعد هذا الحوار الجميل معكم، شكرا لكم شكرا موصولا بالمحبة، لأن عملكم الشريف وهدفكم الأسمى هو نشر الثقافة وتوسيع الفكر في هذا البلد الحبيب، تحية إلى القراء الكرام، ونحن نعدهم أن نجتهد دائما في سبيل ارضائهم وأن نوصل لهم الرسالة في أمان، أتمنى أن تملأ جريدة الديوان الثقافية كل المحلات وتدخل كل البيوت الجزائرية، فهي ضيف يحمل الكثير من القيم النبيلة التي نحن في أمس الحاجة لها.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

جميع الحقوق محفوضة لدى | السياسة الخصوصية | Contact US | إتصل بنا

مدونة محترف المال