الجزائر تقترح مراجعة منظومة إتحاد المغرب العربي منذ 27 سنة
يشارك السيد عبد القادر
مساهل وزير الشؤون المغاربية و الإتحاد الإفريقي في فعاليات اجتماع وزراء خارجية
دول المغرب العربي في الدورة الـ 34 التي تجري بالعاصمة تونس ، التي تعتبر دورة
تقييميّة لحصيلة التعاون المشترك بين دول إتحاد المغرب العربي منذ تأسيسه ، كما
تجري هذه الدورة في ظل متغيرات مستجدة على اختلاف الأصعدة ترمي بظلالها على دول
المغرب العربي .
وفي أول تصريحاته عشية انطلاق أشغال
الدورة أمس، قال عبد القادر مساهل "أن الجزائر ستتدخل
في مجريات الدورة برفع إقتراح يقضي بمراجعة هياكل و
منظومة إتحاد المغرب العربي التي تعود إلى 27 سنة ، و تفعيلها بما تمليه مقتضيات
التغيرات الإقليمية والدولية والرهانات التي تواجه المنطقة ، لاسيما الإرهاب
والهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالمخدرات. وصرح الوزير أن القوانين والهياكل التي
تنظم الإتحاد المغاربي باتت "لا تتماشى والتغيرات الدولية الحالية" ، و
أضاف أن "الجزائر وبهذا المنطلق ما فتئت تطالب بإعادة إصلاح هياكل الإتحاد ومراجعة
نصوصه التأسيسية التي تجاوزها الزمن" .
هذا وسيبحث المشاركون اليوم سبل تعزيز العمل الاندماجي
المغاربي بما يمكن من رفع التحديات و الإستجابة لتطلعات شعوب المنطقة ، و طموحات
شبابها وملاءمته مع مختلف التحديات التي تواجه المنطقة.
و من
جانبهم يترقب المثقفون و الأدباء باهتمام لما سيخلص إليه هذا الاجتماع المهم الذي
يعتبر نقطة إنعطاف في الكثير من المجالات بما فيها الشأن الثقافي ، وتفعيل وترقية
التعاون الفكري والإبداعي بين دول الإتحاد ، و الذي أكدت عليه بنود اتفاقية
التعاون الثقافي في إطار معاهدة
إنشاء إتحاد المغرب العربي الموقعة بتاريخ 17 فبراير1989 ،
التي تأتي لتؤكد عمق العلاقات بين بلدان المغرب العربي في مختلف مجالات
الثقافة والفنون والآداب والتراث ، ولكن العديد من البنود تبقى بعيدة عن التنفيذ
على أرض الواقع رغم المصادقة عليها ، و هو ما يؤكد الجزائر عليه في لقائها مع باقي
الشركاء خلال الندوة الـ 34 . يذكر أنه من ضمن بنود التعاون الثقافي بين بلدان
المغرب العربي نذكر ضرورة تكثيف زيارات المسؤولين والخبراء في شتى ميادين الثقافة
و الفنون بين دول الإتحاد ، ووضع برامج موحدة على صعيد المؤسسات العليا للتكوين
والتدريب في الميدان الثقافي قصد تبادل زيارات البعثات ، و تنظيم دورات تدريبية
وحلقات دراسية لفائدتها ، ناهيك عن تطوير التعاون بين مؤسسات حفظ الوثائق
والمخطوطات في دول الإتحاد ، وتبادل التجارب والدراسات المتعلقة بالمقتنيات
التراثية وذلك بحفظها وصيانتها ، تمتين علاقات التعاون المباشرة بين المكتبات
الوطنية و تكثيف تبادل الدوريات والنشرات ، و مواد تؤكد على ضرورة وضع تشريعات
موحدة تساعد على تذليل الصعوبات التي تعوق تنمية العلاقات الثقافية و التبادل
الثقافي بين دول الاتحاد، وتوحيد التشريعات المتعلقة بالمحافظة على حقوق الملكية
الأدبية والفنية، وتكثيف التعاون من أجل توفير الحماية الضرورية لما ينشر في كل
دولة من ملكية دولة أخرى ، تنسيق المواقف بين دول الإتحاد في مجال محاربة المخططات
التغريبية والثقافات المائعة التي تتعارض وقيمنا الحضارية والروحية ، والإلحاح على
ضرورة تبادل الخبرات والتجارب بين المؤسسات المختصة في الترميم والصيانة للمباني
والمعالم التاريخية والأثرية مع العمل على توفير فرص تدريبية ومنح دراسية للمهتمين
بالموضوع ، كما تملي الاتفاقية ضرورة العمل على تنسيق البرامج الدراسية بين
المعاهد العليا بدول الإتحاد في مجال الآثار والتراث والفنون ، و التنشيط الثقافي
لتحقيق التوأمة بين المدن القديمة وكذلك المؤسسات المتخصصة. أنس.ب
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق