الكاتبة والشاعرة أسماء سنجاسني تفتح قلبها ليومية الديوان...
وُلوجي عالم الأدب كان أجمل صدفةً عشتها، وحلمي أن أصبح كاتبة يقتدي بها
الكثيرون
سياسة النشر في الجزائر أجهضت إبداع العديد من الشباب
الواعد الطموح
أسماء سنجاسني من
مواليد 31/03/1995 بالجزائر العاصمة،
طالبة جامعية بكلية العلوم والتكنولوجيا تخصص بيولوجيا، شاعرة وكاتبة متميزة في
الخواطر والشعر، لها إصدارين "من خلف الستار" و"عواصم أمل"، شاركت
في المعرض الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشر 2014 ، ونسخته العشرين 2015.
أجرى
الحوار: بشيرباي محمد أمين
أسماء
سنجاسني، حديثنا عن بدايتك مع الكتابة؟
لم يكن لديَّ ميول للشعر والكتابة منذ الصغر، بل كان وُلوجي عالم الأدب صدفةً وأجمل الأشياء تلك التي تأتي صدفة لأنها تكون خالية من الانتظار، تأتي من دون أن نخطّط لها، لذلك كانت محاولاتي الأولى تقريبا في سن ال16 عشر، ثم بعد عام ونصف قررت أن أنشر ما خطته أناملي، بتشجيع كبير من العائلة والأصدقاء الذين أعطوني دفعة من أجل المضي قدما لتحقيق حلم النشر، وكان لي ذلك في سنة 2014 إذ قمت بنشر أول ديوان شعري بعنوان "من خلف الستار"، ثم "عواصم أمل" في 2015 وذلك بالتعاون مع دار نشر "دار الكتاب العربي" التي أخذت بيدي لتجعلني أضع أول خطوة في عالم الكتابة والتأليف.
لماذا
اخترت بالضبط الخواطر؟
لأن أسلوبها حر
وأنا لا أحب القيد، لما يكون الكاتب حر فيما يكتب سيتمكن من التعبير عن إحساسه
كاملا أما حين يكون مقيدا سيتغاضى في تعبيره عن جزء من أحاسيسه أحيانا، وبما أن
أسلوبي هو الإحساس فإني أميل إلى كتابة الخواطر كي أستطيع أن أعبر بإتقان عن
الأفكار التي تطرق بابي، وكما قال الشاعر علاء عجاج " منذ أن صيغ إلى الشعر
قواعد قدم الإحساس أوراق التقاعد "، ولكن هذا لا ينفي بأن الشعر الموزون هو
نوع من أنواع الرقي والجمال وهذا لا يلغي أيضا مكانة الخواطر وتواجدها كنوع من
أنواع الأدب الإبداع.
لا توجد
علاقة بين دراستك العلمية وميولك الأدبي؟
تخصصي هو العلوم
الطبيعية والحياة والشعر بالنسبة لي أيضا حياة، قد يكون هناك اختلاف ولكن اللغة العربية
هي لغتنا الأم ولغة القرآن، والإسلام هو ثقافتنا واعتزازنا، لذلك دراستي باللغة
الفرنسية ليست أبدا عائق أو حاجز أمامي، بالعكس أنا جد سعيدة بهذا الاختلاف وأتمنى
أن أتمكن من التوفيق بينهما إن شاء الله.
لماذا
تكتب أسماء؟
أنا لا أسمح لنفسي
أن تكتب فقط لأنها تريد أن تكتب، أنا أكتب من أجل أجعل نظرة القارئ أجمل، من أجل
أن أخفف ملوحة الدمع الذي يسيل على الجرح فيقِلٌّ ألمه، أكتب محاولةً أن أقتنص
بسمة أهديها إلى تفاصيل وجهٍ يشتاق للضحك، أكتب للاستمرار ضد الإحباط أكتب للأمل
ضد التشاؤم أكتب للاستمرار ضد التوقف.
هل
تؤمنين برسالة ما تستطيعين إيصالها بالقلم والكلمة؟
أكيد، فهناك الكثير
مِنْ مَنْ يعتبر الشعر دواء، دواء لكل جريح لكل مهموم لأن الشعر وطن يرتدي حلة
الشفاء لا غير، ولا يمل يسقي من يلجأ إليه اطمئنانا وسكينة وراحة، وهذا ما يجعل
رسالته أسمى وأدق تعبيرا.
نجحت
والحمد لله بطباعة كتابان، أحدهما بعنوان "عواصم أمل"؟ ما السر وراء هذا
العنوان؟
عواصم أمل هي
قصيدة كتبتها وألقيتها عبر أمواج الإذاعة الأولى هدية لذوي الاحتياجات الخاصة في
يومهم العالمي 14 مارس، أوجه لهم فيها رسالة مفادها أننا نحن وهم بكل اللغات سواء
وأن الإنسان عليه بالتفاؤل ما دام الله موجودا فليس هناك شيء مستحيل، عليه بالأمل
الذي لا يمكن أن نعيش لحظة واحدة من دونه، فهو كدمعة تسقي أجفاننا، وكشمس تدفي
أيامنا، وكقلب يحيي أجسادنا وكرصاصة تقتل حزنا سرق منا أجمل لحظاتنا ثم ارتأيت بعدها أن أضع هذا العنوان للكتاب
كاملا.
وماذا
عن "من خلف الستار" ؟
من خلف الستار هو
أول قطرة مطر نازلة من غيمة أرهقها التخفي خلف أشعة الشمس نهارا، وأرهقها التجول
بين الغيمة والأخرى ليلا، ليكون أول خطوة أقوم بها في عالم التأليف، جمعت فيه
محاولاتي الأولى، أما بالنسبة للعنوان فقد كان خجلا في الظهور أو ربما خوفا من أن
لا تعجب كتاباتي القراء، وكأني أطل من خلف الستار وأتمنى أن أسمع ردا إيجابيا منهم.
الكثير
من الكتاب خاصة الشباب يعانون حين يتعلق الأمر بالنشر والطباعة. هل عانت أسماء من
نفس الأمر؟
لا يوجد طريق
مفروش بالورود، على أي إنسان في بداياته أن يعاني ولو قليلا من أجل الحصول على ما
يريد، بالنسبة لي فقد وجدت بعض العقبات حقيقة في طريقي للنشر.
كيف
تخطيت تلك العقبات؟
حين قصدت دار
النشر الأولى رفضت النشر لي ولم تطلع على المضمون بتاتا بل اطلعت على الاسم،
وباعتبار أني كنت إسم جديد في عالم التأليف فهذا يعني أنهم لن يحققوا الربح معي
لذلك رفضوا، ولكني أصرت على النشر فطرقت باب دار نشر أخرى والتي هي دار الكتاب
العربي التي استقبلني مديرها السيد مهند الجهماني بكل رقي أخلاق وتواضع، ووافق على
النشر لأنه إنسان يحب تشجيع المبدعين الشباب، فأخذ بيد كتاباتي من العتمة إلى
النور، يعني الإنسان إذا أراد أن يتخطى أي حاجز أو عقبة عليه بالإصرار.
هل
تعتقدين أنت كشابة في بداية مشوارك الأدبي أن سياسة النشر في الجزائر مشجعة لإنتاج
الكتاب؟
لا أبدا،
فتكاليفها باهظة، ورغم ذلك إلا أن دور النشر لا توافق بسهولة، لذلك أنا أجدها
سياسة أجهضت إبداع العديد من الشباب الواعد الذي يملك طموح ولا يملك اكتفاء مادي.
الجميل
في دور النشر أنها تعطي الكاتب فرصة المشاركة في تظاهرات ومعارض خاصة بالكتاب، كيف
كانت مشاركتك في المعرض الدولي للكتاب؟
لطالما حلمت بأن
أكون جزءا من معرض الدولي للكتاب وقد حدث ذلك في مناسبتين، كنت جد سعيدة وفخورة
باحتكاكي وتعرفي على العديد من الكتاب، والعديد من القراء والمتابعين للأدب
والعاشقين للثقافة، لقد قمت ببيع بالتوقيع في مناسبتين على مقربة من الجمهور الذي
كان إقباله كبير على كتابي الثاني عواصم أمل، الشيء الذي أفرحني كثيرا، خاصة
آرائهم الرائعة التي جعلتني أشعر أني وصلت إلى بعض مما أريد، باعتبار أنهم شعروا
بما أكتب ووصلهم إحساسي.
هل ترين
أن القراء الشباب يتفاعلون مع الأدب الجزائري؟
لا أخفي عليك،
هناك تفاعل ولكن ليس بالكبير، فالعديد من الشباب يبحثون عن كتاب عرب معروفين مثلا
تميم البرغوثي، أحلام مستغانمي، محمود درويش، أما الأسماء الجزائرية فيكون البحث
عنها بنسبة قليلة.
هل من
مشاريع مستقبلية؟
نعم، أنا الأن
أعمل على مشروع مع وزارة المجاهدين من أجل تأليف قصص عن الشهداء للأطفال، ولدي رواية
أكملت كتابتها في نهاية 2015، وهي الآن بين أيدي دار النشر من أجل أن ترى النور إن
شاء الله في معرض الكتاب 2016 .
ما هي طموحات
أسماء سنجاسني؟
أطمح إلى أن تكون
لي مكانة في عالم الأدب، وحلمي أن أصبح كاتبة يقتدي بها الكثيرون، وأتمنى أستطيع
تغيير حياة القارئ إلى الأجمل.
كلمة
أخيرة؟
أشكرك جزيل الشكر
أمين بشيرباي، وشكرا ليومية الديوان على مبادرتها الأكثر من رائعة، أتمنى لكم النجاح
والسداد والتوفيق في مسيرتكم، وأتمنى أن تصبح يومية الديوان نجمة بجوار أجمل نجوم الليالي
لتنير درب الشباب المبدع، وشكرا يليق بحضرتكم....
الخاطرة
التي أهدتها أسماء سنجاسني لقراء الديوان بمناسبة اليوم الوطني لذوي الاحتياجات
الخاصة 14 مارس:
كُلُّنا أنتم... وأنتم
نحنُ
ونحنُ لكم أوفِياءْ
أيُّها المقيمون في ثنايا قلوبنا
وضلوعِنا.... أنتم حدود الكبرياءْ
فتعلّمُـوا رَشْــقَ الهوانِ
أيا سطرا من سطورِ السخاءْ
ولا تُقيموا فرقا من وَهَنِ الزمانِ
لأنّ لكمْ وجودا، واعتِبارًا، وفناءْ
ولكم بيننا قلما وحرفًا، وبقاءْ
وإنّـنَا نُـعْـلِنُ عهدًا في نشوتِنا
أنّـنا نحنُ وأنتمْ بكلِّ اللّغاتِ سواءْ
ونحنُ لكم أوفِياءْ
أيُّها المقيمون في ثنايا قلوبنا
وضلوعِنا.... أنتم حدود الكبرياءْ
فتعلّمُـوا رَشْــقَ الهوانِ
أيا سطرا من سطورِ السخاءْ
ولا تُقيموا فرقا من وَهَنِ الزمانِ
لأنّ لكمْ وجودا، واعتِبارًا، وفناءْ
ولكم بيننا قلما وحرفًا، وبقاءْ
وإنّـنَا نُـعْـلِنُ عهدًا في نشوتِنا
أنّـنا نحنُ وأنتمْ بكلِّ اللّغاتِ سواءْ
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق